The Single Best Strategy To Use For التسامح والعفو
The Single Best Strategy To Use For التسامح والعفو
Blog Article
يجب علينا محاولة تفهُّم الأشخاص الآخرين بعيداً عن التعصب والانحياز لأي طرف، وذلك قبل إطلاق الأحكام الناقدة غير الموضوعية تجاههم أو تجاه أفكارهم، ودون أي تفكير مسبق في تلك الأحكام.
مع الأخذ في الحسبان أن التسامح يأتي بمعنى العفو عن الحقوق سواء مبالغ مادية أو حقوق معنوية، ويعني أيضاً اللين والرفق وتجنب الغلظة والعنف.
يمثل التسامح روح الاحترام المتبادل والتعايش السلمي في المجتمعات المتعددة الثقافات.
قال تعالى: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .
العفو فعل خارجي يتمثل في إسقاط العقوبة أو الإنتقام بعد وقوع الإساءة، ويتطلب العفو هنا موقفًا محددًا يتم من خلاله التغاضي عن العقوبة.
قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ).[٨]
قد يبدو للجميع أن التسامح والعفو شيء واحد، لكن في الحقيقة بينهما فروق دقيقة تجعل كل منهما مميزًا، فالتسامح هو القدرة على تقبل الآخرين وأخطائهم دون أن نحمل ضغينة نحوهم، والإنسان المتسامح يتسم بالرحمة وسعة الصدر، أما العفو يكون دائمًا بعد حدوث الإساءة، وهو قرار بإسقاط حق الرد أو الانتقام، وتجسيد لمبدأ المغفرة.
قال تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا نور أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ .
إن التسامح والصفح والعفو سبيل إلى المودة والألفة بين أفراد المجتمع.
بالتسامح والعفو يكتسب الإنسان المحبة والرفعة عند الله وعند الناس.
العفو سبيل لمحبة الشخص بين العباد وعند ربه، فالهيّن اللين له مقام رفيع عند الله تعالى، وكذلك عند الناس لمّا يكف عن تتبع أخطائهم.
يعرِّف جون لوك التسامح بأنَّه سياسة عامة تتبعها الحكومات فتسمح لمواطنيها بممارسة معتقداتهم الدينية بحرية وعلنية ما دامت هذه الممارسات لا تلحق الأذى بالمجتمع والسلطات وحريات الآخرين.
جاء رجلٌ إلى النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال: (يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً).[١٦]
يساعد التسامح والعفو في نشر قيم المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع، فعندما يتجاوز الأفراد عن أخطاء بعضهم ويتسامحون تنتشر روح المحبة والاحترام المتبادل، مما يؤدي إلى بناء علاقات أقوى وأكثر استقرارًا، كما نور الامارات يُسهم ذلك في توطيد العلاقات الأسرية والاجتماعية.